محمود عدنان المدير العام
عدد الرسائل : 308 العمر : 39 الموقع : عزون عتمة الحاله : اعزب تاريخ التسجيل : 03/02/2009
| موضوع: اروع قصة حب عرفها التاريخ الخميس فبراير 05, 2009 8:36 am | |
| لقد قيل في الامثال:ومن الحب ما قتل
وفي هذه القصة انطبق المثل اترككم مع القصة
هذه قصة من قصص الشعراء العالحمد الله الذين قضوا نحبهم عشقاً وما أغالحمد الله قصة صاحبنا هذه المرة وما أمتعها؟ فأما هو:فهو بشر الأسيدي من بنى عبد العزى.. شاعر إسلامي متوسط في طبقته وأحد المتخلفين إلى رسول الله
وأما هي: فهي هند، فتاة من قومه وإحدى فواضل نساء عصرها حسناً وجمالاً وأما حالتها الاجتماعية فمتزوجة من رجل يقال له سعد بن سعيد، وأما حالتها العاطفية فعاشقة حتى الثمالة لبشر.
نظرت إليه مرة يوم كان يجتاز بمنزلها قاصداً رسول الله، فلم تعد تملك إلاّ أن تنظر إليه دوماً، حتى أدمنت المكوث كل غداة على دالحمد اللهه تنتظر اجتيازه. فإذا ما مر أضطالحمد الله كل شيء فيها إلا النظرة الثابتة إلى وجهه إلى أن تطويها لمسافة بعيداً عنها، دون أن يكلف نفسه عناء رمي نظرة أو إلقاء تحية أو القيام بأي حركة تحسسها بشغل حيز في حياته.. فتناجي نفسها وتقول:
أهواكَ يا بشرُ دون الناس كلهم وغيرك يهواني فيمنَعُـهُ صـدّي تمرُّ ببابي لست تعرفُ ما الذي أكابد من شوقي إليكَ ومن بُعدي فيا ليتني أرضٌ وأنـتَ أمامها تدوس بنعليك الكرامِ على خدّي ويا ليتني نعلاً أقيكَ من الحَفَـا ويا ليتني ثوباً أقيكَ من البَـرْدِ تباتُ خليَّ البالِ من ألمِ الجَـوَى وقلبي كواهُ الحبُّ من شدّةِ الوجدِ وإنك إن قصَّرت عني ولم تـزر فلابُدَّ بعدَ الصدِّ أدفن في لحـدي
ولما تجاوز الحب حدّه، دمّر حدوده وتحول إلى شعر يدوَّن ورسالة توجه إليه فكتبت ما يعتمر في داخلها، ثم أخذت الجارية الكتاب وسارت به إلى بشر ولما وصلت إليه سلمت عليه فرد عليها السلام وسألها عن حاجتها فقالت الجارية: "إني جارية السيدة هند وقد أرسلتني إليك بكتاب هذا هو فأخذه وقرأه وفهم معناه ثم التفت نحو الجارية وسألها: هل سيدتك عذراء أم ذات بعل؟؟
فقالت الجارية بل متزوجة وزوجها موجود في المدينة.. فرد بشر القول بالقول وواجه حبّها بالواجب المفروض عليها تجاه زوجها ودعاها إلى الاعتصام بكلام الله وقال:
عليكِ بتقوى الله والصَّبر إنّـه نهى عن فجور بالنساءِ مُوَحّدُ وصبراً لأمرِ الله لا تقالحمد اللهي الذي نهَى الهُ عنه والنبـيّ محمـدُ فلا تطمعي في أن أزوركِ طائعاً وأنت لغيري بالخنـاءِ معـوّدُ
وأخذت الجارية الكتاب وسلمته إلى سيدتها التي عزّت عليها نفسها كثيراً فبكت بكاء مراً وكتبت إليه تقول:
أما تخش يا بشر الإله فإنني لفي حسرةٍ مـن لوعتـي وتسهـدي فإن زرتني يا بشر أحييتَ مهجتي والحمد اللهي غفورٌ بالعطا باسـطُ اليـدِ
ومرة أخرى عادت إليه الجارية برقعة من سيدتها وصعب على بشر ما هي فيه فكتب لها هذه الأبيات:
أيـا هنـد هـذا لا يليـقُ بمسلـمٍ ومسلمةٌ في عصَمة الزوج فابعـدي أمـا تعلمـي أن السَفـاح محـرّمٌ فحولي عن الفحشاءِ والعيبِ وارتدي بهـذا نهـى ديـن النبـيِّ محمـدٍ فتوبي إلى مولاكِ يا هنـدُ ترشـدي
لكن الكلمات كلها لم تكن لتكفيها في وصف ما تكابده من حبه، وكل العادات والقوانين ما كانت لتثنيها. ولكنه لم ييأس بل دأب على مراسلتها ليهديها فكتب:
إن الذي منع الزيـارة فاعلمـي خوف الفساد عليك أن لا تعتـدي وأخافُ أن يهواكِ قلبي في الهوى فأكون قد خالفـتُ ديـنَ محمـدِ
فلما وصلها هذا الكتاب انكمدت نفسها ومرضت فكتبت إليه تقول:
أيا بشر ما أقسى فؤادَك في الهوى ما هكذا الحبُ في مذهبِ الإسـلامِ إني بُليت وقد تجافانـي الصفـاف ارحم خضوعي ثـم زد بسـلامِ ضاقت قراطيسُ التراسـل بيننـا جـفّ المـدادُ وحفيـت الأقـلامُ
فلما وقف بشر على هذه الأبيات أجابها بقوله:
لا والذي رفعَ السماءَ بأمره ودحى بساط الأرض باستحكامِ وهو الذي بعثَ النبي محمـد اًبشريعة الإيمـان والإسـلامِ لم أعصِ الحمد اللهي في هواك وإنني لمطهـر مـن سائـر الآثـامِ
وحلف أن لا يمر بباب هند ولا يقرأ لها كتاباً، فلما أمتنع كتبت له:
سألت الحمد اللهي فقد أصبحتَ لي شجناً أن تُبتلى بهوى مـن لا يُباليكـا حتى تذوقَ الذي ذقتُ من نَصَبٍ وتطلب الوصل ممن لا يواتيكـا وتشتكي محنة في الحب نازلـة وتطلب الماء ممن ليس يسقيـكَ بلاك الحمد اللهي بأمـراض مسلسلـةٍ وبامتنـاع طبيـب لا يـداويـكَ ولا سروراً ولا يوماً ترى فرحـاً وكل ضرٍ مـن الرحمـن يبليـكَ
فلما لج بشر وترك الممر ببابها أرسلت إليه بوصيفة لها فأنشدته هذه الأبيات فقال للوصيفة لأمر ما لا أمر فلما جاءت الوصيفة أخبرتها بقول بشر فكتبت وهي تقول:
كفّر يمينـك أن الذنـبَ مغفـورُو أعلم بأنك أن كفّـرت مأجـورُ لا تطردنّ رسولي وارثيـنّ لـه إن الرسولَ قليلُ الذنبِ مأمـورُ واعلم بأني أبيتُ الليلَ ساهـرةً ودمع عيني على خديَّ محـدورُ أدعوه باسمِكَ في كالحمد اللهٍ وفي تعبٍ وانت لاهٍ قريرُ العيـن مسـرورُ
وأما هندٌ فقد أصبحت بعدها موجة بشر بحرها وزهرة بشر عطرها، تقطف من محياه كلما مرّ بعضاً من الحياة فكيف تعيش إن حجب عنها؟؟
وأما بشر فقد خاف على نفسه من الفضيحة فارتحل إلى بطحاء تراب ليلاً. ووقفت جارية هند على أمره فأعلمت سيدتها، فاشتد عليها ذلك ومرضت مرضاً شديداً فبعث زوجها إلى الأطباء فقالت له: لا تبعث إليّ طبيباً فإني عرفت دائي، قهرني جني في مغتسلي فقال ليتحولي عن هذه الدار فليس لك في جوارنا خير فأجابها الزوج ما أهون هذا فقالت إني رأيت في منامي أن أسكن بطحاء تراب ! فقال زوجها: اسكني بنا حيث شئت
فاتخذت هناك داراً على طريق بشر وجعلت تمضي الأيام في النظر إليه كل غداة إذا غدا إلى رسول الله حتى برئت من مرضها وعادت إلى حسنها، فقال لها زوجها: إني لأرجو أن يكون لك عند الله خير لما رأيت في منامك أن أسكني بطحاء تراب فأكثري من الدعاء وكانت مع هند في الدار عجوز فأفشت إليها أمرها وشكت إليها ما ابتليت به وأخبرتها أنها خائفة أن يعلم بشر بمكانها فيترك الممر ويأخذ طريقاً آخر فقالت لها العجوز لا تخافي فإني أعلم لك أمر الفتى كله وإن شئت أقعدتك معه ولا يشعر بمكانك فقالت ليت ذاك قد كان ولما همّت العجوز بالانصراف قالت لها هند:
ساعديني واكشفي عني الكروب ثم نوحي عند نوحي ياجنـوبْ واندبي حظي ونوحـي علنـاً إن حاليَ بَعْده شـيءٌ غريـبْ ما رأت مثلي زليخـا يوسـفٍ لا ولا يعقوب بالحزنِ العجيـبْ
فقعدت العجوز على باب الدار حتى أقبل بشر فسألته أن يكتب لها رسالة إلى إبنها في العراق فقعد وراحت تملي عليه وهند تسمع كلامهما فلما فرغ قالت العجوز لبشر يا فتى، إني أراك مسحوراً فقال لها ما أعلمك بذلك؟ فأجابته ما قلت لك إلا وأنا متيقنة فانصرف عني اليوم حتى أنظر في أمرك ثم دخلت إلى هند وبشّرتها قائلة إني أراه فتى حدثاً ولا عهد له بالنساء ومتى ما أتى وزيّنتك وطيّبتك وأدخلتك عليه غلبت شهوته وهواه دينه وفي مرة كانت قد اتفقت فيها مع هند، دعته لتنظر له نجمه فأدخلته إليها وأغلقت الباب عليهما فلم يشعر إلاّ والباب أقفل ووقفت أمامه حسناء كأنها البدر وقد إرتمت عليه وأخذته إليها وهي تقول:
يا بشر واصلني وكنْ بي لطيفـاً إنـي رأيتـك بالكمـالِ ظريفــــا وانظر إلى جسمي وما قد حلّ بي فتراه صار مـن الغـرام نحيفـا
فلما رأها راعه جمالها وعلم ببراعته أنها هند التي هجر مقره من أجلها فتباعد عنها متعطفاً وأنشد متلطفاً:
ليس المليحُ بكاملٍ في حسنهِ حتى يكونُ عن الحرامِ عفيفَا فإذا تجنب عن معاصي الحمد اللهه فهنالك يدعى عاشقا وظريفا ؛؛؛ ؛؛ ؛ يتبع | |
|
محمود عدنان المدير العام
عدد الرسائل : 308 العمر : 39 الموقع : عزون عتمة الحاله : اعزب تاريخ التسجيل : 03/02/2009
| موضوع: يتبع الخميس فبراير 05, 2009 8:38 am | |
| فجاء زوج هند في غير عادته في كل يوم فوجد مع إمرأته رجلاً في البيت فطلقها ولبب الفتى أي طوقه وجره وذهب به إلى رسول الله فكبى بشر أمام الرسول وحلف بأنه ما كذبه منذ صدقه وما كفر بالله منذ آمن به وقص على النبي قصته فبعث النبي إلى العجوز وهند فأقرتا بين يديه فقال الحمد لله الذي جعل من أمتي نظير يوسف الصديق فأدب العجوز وأعاد هند إلى منزلها بعد هذه الحادثة هاج بشر بحب هند وأنتظر انتهاء عدتها ليخطبها، لكن هند رفضت أن تتزوجه بعد أن فضحها عند رسول الله، فجاءها رسول من أهله يعلمها بأنه طريح الفراش وقد يموت إن هي لم ترض به فقالت أماته الله فطالما أمرضني فكتب إليها يقول:
أرى القلب بعد الصبر أضحى مضيّعا وأبقيت مالي فـي هـواك مضيّعـا فلا تبخلي يا هندُ بالوصل وارحمي أسير هوى بالحبِ صـارَ مَضْيّعَـا
فلما وصلتها الأبيات كتبت تحتها تقول:
أتطلب يا غـدَّار وصلـي بعدمـا أسأت ووصلي منك أضحى مضيّعَا ولما رجوتُ الوصلَ منك قطعه وأسقيتني كأساً من الحزن مُتْرَعا واخجلتني عنـد النبـي محمـد فكادت عيوني أن تسيل وتطلعـا
وزادت هذه الأبيات من لوعته وأضرمت نيران الحب في قلبه فكتب إليها:
سلام الله مـن بعـد البعـاد على الشمس المنيرةِ في البلادِ سـلام الله يـا هنـدُ عليـك ورحمته إلـى يـومِ التنـادي وحـقِّ الله لا ينسـاك قلبـي إلى يوم القيامةِ يـا مـرادي فرقّي وارحمي مضنى كَئيبـاً فبشر صار ملقى في الوسـادِ فداوي سقمه بالقـالحمد الله يومـاً فقلبي ذابَ مـن ألـم البعـادِ
لكن جرحها كان أكبر من أن تبلسمه الكلمات وفضيحتها كانت أوسع من أن تحصرها الزفرات فردت عليه تقول:
سلامُ الله من شمـسِ البـلادِ على الصبَّ الموسد في المهادِ فإن ترجُ الوصال وتشتهيـه فأنت من الوصالِ على بعـادِ فلست بنائـلٍ منّي وصالاً ولا يدنو بياضك من سـوادي ولا تبلغ مرادك من وصالـي إلى يوم القيامـةِ والتنـادي
فلما وصل إليه الكتاب أمتنع عن الطعام والشراب حتى اشتدت علّته وكانت له أخت تواسيه فطلب منها أن تأتيه بهند ..فلما علمت هند بأنه على آخر رمق من الحياة سارت معها إليه فوجدته يقول:
إلهي إني قـد بُليـت مـن الهـوى وأصبحتُ ياذا العرش في أشغل الشغلِ أكابد نفساً قـد تولّـى بهـا الهـوى وقد ملّ إخواني وقـد ملّنـي أهلـي وقـد أيقنـتْ نفسـي بأنـي هالـكٌ بهندٍ وأني قـد وهبـتُ لهـا قتلـي وأنـي وإن كانـت إلـي مُسيـئـة يشقُّ علـيَّ أن تعـذّب مـن أجلـي
فبكت هند وبكى معها كل من كان حاضراً وأنشدت:
أيا بشر حالك قـد فنـى جسـدي وألهب النار في جسمي وفي كبدي وفاض دمعي على الخدين منسكباً وخانني الدهر فيكم وانقضى رشدي ما كان قصدي بهذا الحال أنظركـم لا والذي خلقَ الإنسانَ مـن كمـدِ
فما سمع كلامها أوما إليها وأنشد:
أيا هند إذا مرّت عليك جنازتـي فنوحي بحزنٍ ثم في النوح رنّمي وقولي إذا مرّت عليك جنازتـي وشيري بعينيك علـيَّ وسلّمـي وقولي رعاكَ اللهُ يا ميَّّتَ الهوى وأسكنكَ الفردوسَ إن كنتَ مسلم
ثم شهق شهقة وفارقت روحه الدنيا فلما رأته إرتمت عليه وأنشدت:
أيا عينُ نوحي على بشر بتغرير ألا ترويه مـن دمعـي بتقديـرِ يا عينُ أبكي من بعد الدموعِ دماً لأنه كان في الطاعات محبـورِ لفقدِ بشرٍ بكيتُ اليومَ من كمـدٍ لا خير في عيشةٍ تأتي بتكديـرِ ألقاك الحمد اللهك في الجناتِ في غُرَفٍ تلقى النعيم بها بالخير موفـورِ
ثم ألقت بنفسها عليه وحركوها فإذا هي ميتة فغسلوهما ودفنوهما معآ
؛؛ ؛ دمتم بحب
؛ ؛؛ ؛؛؛
؛؛؛ ؛؛
مــــحـــمود | |
|
خــلـ،ـقـ،ـت للـ،ـعـ،ـذاب
عدد الرسائل : 119 العمر : 34 الحاله : اعزب تاريخ التسجيل : 15/02/2009
| موضوع: رد: اروع قصة حب عرفها التاريخ الخميس مارس 12, 2009 1:19 am | |
| يسلمو محمود على القصة الحلوة بالفعل قصة حلوة تقبل مروري | |
|
محمود عدنان المدير العام
عدد الرسائل : 308 العمر : 39 الموقع : عزون عتمة الحاله : اعزب تاريخ التسجيل : 03/02/2009
| موضوع: رد: اروع قصة حب عرفها التاريخ الخميس مارس 12, 2009 12:33 pm | |
| | |
|