يبدأ الساعة السابعة والنصف صباحاعلى بوابة عزون عتمة وينتهي الساعة السابعة والنصف مساءعلى بوابة عزون عتمة والحواجز المنتشرة على الطرق الالتفافية بين القرى يتخلل ذلك اليوم ضروب شتى من الاهانات والتعذيب النفسي في حق الطلبة والمدرسين وهم في طريقهم لأداء عملهم الذي لم يحرمه قانون في الوجود الا قانون الهمجية العنصرية الصهيونية ، واذا سألتهم لماذا هذه المعاملة يتفوه الضابط المسؤول بعبارات تدل على مدى الحقد وليس على مدى الثقافة التي يتعلمها من يعمل في سلك الخدمة العسكرية ، يقول بالعربية الثقيلة " ليش تخلوا المخربين يعملوا عمليات " ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!! . وكني أرد عليه بكل جوارحي قائلة إن ما يصدر منكم من معاملة وتخريب ودمار وإهانات هو ما يدفع بنا جميعا للتضحية والموت في سبيل الشرف الذي يهان وفي سبيل الوحدة التي تتحطم على سياجكم وبواباتكم إذ يعمل بها ويشارك في إقامتها أناس لا يهمهم الا المادة والكرامة في نظرهم أن لا أموت جوعا حتى لو عملت مع الشيطان ، ولكن الموت الاجتماعي الخلقي لا يعني بالنسبة لهم شيء.
يوم الاثنين بتاريخ 8/12/2003 م بدأ الدوام المدرسي في ظل هدير الطائرات وأصوات مكبرات العدو تزعق بمنع التجوال ، وضرب مبرح لمن يوجد في الطرقات ، البوابة تغلق في وجه موظفين مديرية التربية والتعليم ويمنع الطاقم زيارة مدارس عزون عتمة ، المدرسة تمنع من متابعة دورات التدريب المهني للمعلم ومشروع المدرسة وحدة تدريب . وأهم من ذلك توتر وقلق نفسي عند جميع الطلبة والمعلمات ... هل نستمر في التعليم ؟ وما نوعية هذا التعليم.........؟ هل سنصل الى بيوتنا اليوم ....؟ وينتهي الدوام المدرسي وتستمر المعاناة على بوابة عزون عتمة بل على بعد أمتار من البوابة لأنه لا يسمح لأحد بالاقتراب منهم لماذا ؟ لأنهم يطلقون اشاعات ويصدقونها حتى يستمروا في مخططاتهم العدوانية في سرقة الأراضي واتمام دائرة الطوق المزعوم الذي سيحمي مستوطناتهم . نعم يطلبون من الطلبة والمدرسون والمزارعون الواقفون بالابتعاد لأن البوابة مغلقة لأن العملية الاستشهادية في لحظاتها الأخيرة ... وأنهم سيسمحوا لهم بالخروج والدخول بعد انتهاء هذه العملية ... العدو الجبان يعيش حالة من الذعر والخوف ويريد منا أن نتعايش مع سلبيات هذه الحالة التي يعاني منها .
صورت المشهد الدرامي أمامي . ولكن بآلة التصوير الطبيعية اذ لم تتوفر آلة التصوير الصناعية . نعم التقطت صور ومشاهد لمناظر تدمع لها القلوب ، وأصوات وكلمات تحز في النفوس وضحكات أطفال أبرياء خلف البوابة ينتظرون أمهاتهم المحجوزات خلف البوابة .
عمال ينامون على الأرض من التعب منهم يقول نحن هنا منذ الساعة الثامنة وآخر يقول لم اشتغل هذا اليوم ولكني خسرت (50 ) شيقل ، وأخرى تقول والله ما بعيد هالمشوار الله لا يرد الحماموت ... والموظفون ينظرون الى الغد ويتساءلون هل سندخل غدا أم لا ؟ آخر يقول لونعرف بدنا نوقف هالوقفة كان أعطينا حصص بكرة . والأطفال خلف البوابة يرمون بحبات البرتقال من تحت البوابة لأنهم يشعرون بالجوع الذي يعاني منه أهلهم المحجوزين داخل الجدار .... والصوت الذي لاأحبه وأكره لأنه صوت الدمار والخراب .. صوت الجندي يحذر الأطفال من رمي البرتقال .
وتنتهي الاشاعة الكاذبة الساعة الرابعة والنصف مساء ويسمح لنا بالخروج بعد أن تم القبض على المخرب كما يرى الضابط . وتستمر المعاناة والمضايقات على الحواجز الأخرى المنتشرة بين القرى ونصل البيوت وقد أخذ الاعياء منا مبلغه ................ .