أكد السيد الرئيس محمود عباس اليوم، أن شعلة الحرية التي أضاءَها ياسر عرفات، فيالأول من يناير 1965 بانطلاقة حركتكم الرائدة حركة 'فتح'، ستبقى مرفوعة وستبقىمُشتعلة، مجدداً العهد والقسم لشعبنا الفلسطيني، بأن طريق الحرية والاستقلال الذيشقه الرئيس الراحل، هو طريقنا، وبأن عهد ياسر عرفات هو عهدنا، وأن قَسَمه هو قسمنا.
وقال السيد الرئيس في كلمته في المهرجان المركزي الذي أقيم في مقر المقاطعة فيرام الله في الضفة الغربية في الذكرى الثانية لرحيل الرئيس الشهيد ياسر عرفات: إننالن نحيد قيد أنملة عن مبادئ ياسر عرفات وأهدافه، وإن السلام المنشود هو السلام الذيوقع عليه ياسر عرفات، إنه سلام الشجعان، السلام الذي يُعيد لنا حقوقنا.
وتساءلالسيد الرئيس أيُ قانون وأيُ عدالة وأيُ حق يُبيح لإسرائيل أن تقتل المدنيين منأطفال ونساء وشيوخ ورجال إسعاف؟ وأيُ قانون دولي وشرعية دولية تُعطيهم حق قصفِالبيوت الآمنة واغتيال الأطفال في أحضان أمهاتهم وترويعِ شعبِ بأسره؟
وذكر أنالشعب الفلسطيني لن يتنازل عن شبر واحد من أرضه وفي المقدمة القدس الشريف، وعلىإسرائيل إن كانت تريد السلام أن تُطبق قرارات الشرعية الدولية وتنسحب من الأراضيالفلسطينية والعربية إلى خط الرابع من حزيران عام 1967، وأن تعترف بحقوقنا الوطنيةالثابتة وغير القابلة للتصرف، لقد حان الوقت لحكومة إسرائيل أن تُدرك بأن استمراراحتلالها واستيطانها لأرضنا هو أمر مستحيل، وأن القوة العسكرية - مهما عظمت - لنتكسر إرادة الصمود في شعبنا ولن تجبره على الرضوخ والاستسلام.
وأضاف: لقد ظلياسر عرفات ثابتاً راسخاً على مبادئه ومبادئ شعبه في الحرية والاستقلال.
ونقولاليوم: إننا لن نحيد قيد أنملة عن مبادئ ياسر عرفات وأهدافه، وإن السلام المنشود هوالسلام الذي وقع عليه ياسر عرفات، إنه سلام الشجعان، السلام الذي يُعيد لنا حقوقنا،مشيراً إلى أن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم، هو حق كفلته الشرعيةالدولية، وأن قضية اللاجئين هي قضية وطن وهوية، ولهذا فإننا رفضنا و نرفض اليوم كلمشاريع التوطين. ونحيي نضال وصمود شعبنا أينما وجد وتضحياتِه التي أسقطت كلالرهانات على ضياعه وضياع قضيته.
وأكد أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثلالشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، فلا أحد ينطق باسم الشعب الفلسطيني غير منظمةالتحرير. فانتهى بذلك وإلى الأبد زمن الوصاية.
وقال: إن أي برنامج آخر، لا يعتمدالبرنامج الوطني الذي حظي بالإجماع الشعبي والتأييد العربي والدولي، لن يكون منشأنه سوى تقديم الذرائع لإسرائيل، لمنع قيام الدولة الفلسطينية ولرفض الانسحاب منأرضنا، وكذلك تمكين إسرائيل من مواصلة عدوانها للقضاء على السلطة الوطنية، التيتشكل إنجازاً تاريخياً لشعبنا على طريق إقامة دولتنا المستقلة.
وأكد السيدالرئيس، أن قيام حكومة وحدة وطنية تحظى بإجماع وتأييد وطني شامل أصبحت قريبةالتحقيق، رغم المخاض العسير، وما تحملناه من اتهامات ظالمة، حاولت تصوير صبرنا علىأنه ضعف، الضعف من أجل الوحدة الوطنية مفخرة، والمرونة من أجل الوحدة مفخرة،ومرونتنا الإيجابية وكأنها تخاذل، وحِرْصنا على وحدة الصف والشعب بكل قواه وكأنهتعلق بالأوهام، نحن لا نتعلق بالأوهام، نحن ننطلق من الحقائق.
وأضاف، أن المصلحةالوطنية تفرض على الجميع التحلي بالمسؤولية والارتفاع فوق المصالح الفئوية الضيقةمن أجل تعزيز وحدتنا الوطنية وقرارنا الوطني المستقل بعيداً عن المحاور والتجاذباتالإقليمية والدولية، مؤكدين في الوقت ذاته حرصنا على إقامة أوثق العلاقات مع الدولالعربية والإسلامية الشقيقة، ومع مختلف دول العالم على قاعدة مصلحتناالوطنية.
وتابع: لقد حققنا تقدماً كبيراً على طريق تشكيل حكومة وحدة وطنية،تستطيع فك الحصار، وتفتح الآفاق نحو حل سياسي يُنهي الاحتلال إلى الأبد، وأتوقع -بإذن الله- أن ترى هذه الحكومة النور قبل نهاية هذا الشهر. وقال السيد الرئيس: إنالسلام مستحيل وعشرة آلاف فلسطيني رهائن ومن ضمنهم الوزراء والنواب ورؤساء وأعضاءالبلديات، لدى المحتلين الإسرائيليين، وحول ملابسات استشهاد الرئيس عرفات، قالالسيد الرئيس:كنا قد قررنا أمام هذه الملابسات الخطيرة وعلامات الاستفهاموالتساؤلات، تشكيل لجنة عليا من الأطباء وذوي الاختصاص ومن شخصيات سياسية لا زالتتواصل البحث والمتابعة على كل المستويات لكشف الملابسات التي أحاطت بمرض الرئيسواستشهاده، مكرراً دعوته لكافة الجهات الطبية ذات العلاقة إلى التعاون الكامل معاللجنة العليا، حتى يعرف شعبنا والعالم كله حقيقة ما تعرض له الرئيس أبو عمار فيحصاره الطويل، وما سر هذا المرض الغامض الذي أودى بحياته.
وشدد السيد الرئيس،على أن ياسر عرفات حافظ على شرف السلاح الفلسطيني كسلاح نظيف وطاهر لا يعمل إلا فيسبيل حماية الوطن والدفاع عن حقوق شعبه، ولا يكون أداةً للفوضى والفلتان والتعديعلى مصالح المواطنين. وسأحرص على وصية ياسر عرفات، وسأواصل العمل بأقصى جهد ممكنللقضاء على الفوضى، فوضى السلاح والفلتان، ومن أجل سيادة القانون والنظام العام،وأقول لكم أن الدم الفلسطيني خط أحمر ومحرم على الفلسطينيين، ولن أسمح لأحد أنيُراهن على ذلك.