نزار احمد
عدد الرسائل : 189 العمر : 31 الحاله : اعزب تاريخ التسجيل : 08/02/2009
| موضوع: قصة عكا الصامدة الأربعاء يونيو 10, 2009 10:38 am | |
| --------------------------------------------------------------------------------
حرب في يوم الغفران.
الاضطرابات الشديدة في عكا بين سكان المدينة اليهود والسكان العرب، والتي اندلعت عشية يوم الغفران، استمرت امس ايضا. ووصل الى المدينة أمس المفتش العام للشرطة وعقد جلسة خاصة في أعقاب الاحداث.
الاضطرابات اندلعت بعد وقت غير طويل من بداية الصوم. في الساعة 21:30 دخل جمال توفيق، عربي من سكان عكا الى سيارته وبدأ يسافر فيها في الاحياء الشرقية من المدينة، حيث يسكن سكان يهود متدينون كثيرون. وسافر توفيق مع ابنه كي يجلب ابنته من بيت خطيبها احمد شعبان الذي يسكن في احد الاحياء الشرقية. وشرح امس يقول: "كنت أعرف ان هذا يوم الغفران ولكن ما كان بوسعي ان اتركها في الشارع على مسافة 3كم".
غير ان السكان اليهود لم يروا في هذه الرحلة عملا بريئا، وفي غضبهم بدأوا يرشقون الحجارة على السيارة المسافرة. ابناء عائلة السائق هرعوا لنجدته وسرعان ما نشبت في المكان مشادة جماعية.
"رأينا الموت في عيوننا"
وفي هذه الاثناء أغلق السائق وابناء عائلته على انفسهم في احد بيوت الحي وخافوا الخروج. "كنا في البيت نحو 15 شخصا"، روى أمس عضو الكنيست عباس زكور، الذي حذر قبل العيد من اضطرابات قد تندلع. "بسرعة احاط بنا مئات الشبان اليهود تملأ عيونهم الكراهية والعنصرية وامطرونا بالحجارة. رأينا الموت في عيوننا".
قائد محطة عكا، النقيب شرطة آفي إدري وصل الى المكان وقاد القوات. كما أن قائد اللواء الشمالي العقيد شمعون كورن هرع الى المكان.
وبعد تدخل زعماء السكان المحليين فقط بمن فيهم النائب زكور ورجال بلدية عكا، هدأت الخواطر. غير أنه عندما خرج السكان العرب من الحي سيرا على الاقدام، احدثوا ضررا شديدا بمائة سيارة ونحو اربعين محلا تجاريا في الشارع المبلط بن عامي. كما أنه لحق بمحطة نجمة داود الحمراء في عكا اضرار وتحطمت نوافذها.
"كنت أجلس في الشرفة وفجأة رأيت اربعة من السكان العرب يحطمون زجاج الشاحنة"، روى أمس نوعم مزراحي، من سكان شارع بن سوسان، بؤرة الاحداث. "وبعد وقت غير طويل بدأت هتافات "الله اكبر" ورشق الحجارة على السكان اليهود".
لم تهدأ الاضطرابات بسرعة. وأمس ايضا، في منتهى يوم الغفران وقعت في عكا عدة مشادات وصدامات بين يهود وعرب. الشرطة اضطرت الى الفصل بين الصقور في عدة مواقع وتهدئة الخواطر بخراطيم المياه، القنابل المسيلة للدموع وقنابل الصوت.
في اعقاب الاضطرابات نقل الى الطوارىء في نهاريا مصابان. واحد ابن 40 يدعي بانه اصيب بحصان شرطة وشاب ابن 20 اصيب في رأسه بحجر رشق عليه. في اثناء الاضطرابات اصيب بجراح طفيفة ايضا شرطي من منطقة الجليل.
بسبب الاحداث الشاذة استدعي في منتهى العيد الى المدينة المفتش العام للشرطة الفريق شرطة دودي كوهن وأجرى جولة في عدة مواقع في المدينة وعقد جلسة تقويم مع طاقم القيادة العليا في اللواء الشمالي. كما أن مدير عام نجمة داود الحمراء ايلي بين رفع مستوى التأهب في المحطة وهكذا ايضا في المستشفى في نهاريا.
"ذريعة للتنفيس عن الغضب"
جمال توفيق، الذي رحلته البريئة ادت الى الاضطرابات أعرب امس عن ندمه بما فعله. ولكن بالتوازي قال ان الرحلة في يوم الغفران كانت بالاجمال ذريعة ليهود عنصريين. واضاف: "يمكن دوما ايجاد مبرر للهجوم. الان التعايش في عكا تضرر، وينبغي العمل بكد لاعادة ما كان من قبل".
وحسب قادة الجمهور العربي في عكا فان الرحلة التي بدأت الاضطرابات كانت مجرد الشرارة التي اشعلت برميل البارود – نتيجة التوتر المتراكم منذ زمن بعيد بين اليهود والعرب من سكان المدينة. وروى عضو مجلس بلدية عكا المرشح لرئاسة البلدية عن ح----حداش احمد عودة يقول: "توجد 6 او 7 عائلات عربية تسكن في الاحياء الشرقية، وينكلون بهم طوال الوقت. ما حصل هنا في اليومين الاخيرين هو مجرد ذريعة للتنفيس عن الغضب". | |
|